السبت، 13 سبتمبر 2008

سورتا هود ويوسف ~

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أراد ما العباد فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ما جزى به نبيا عن أمته صلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه كما وحد الله وعرف به ودعا إليه اللهم وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين،،أما بعد ..

اللوحة الأولى ~




سورة هود,،
سورة مكية
هذه السوره عظيمة ومرهبه

فهذه السوره قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم : (( شيتني هـــــــــــود وأخواتـــها ))..
فتلك الأية التي شيبت الرسول صلى الله عليه وسلم..
{ فَـآستَقٍم كما أُمرت ومن تاب معك .ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير... }

أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه ، من المؤمنين، أن يستقيموا كما أُمروا فيسلكوا ما أمره الله من الشرائع ، ويعتقدوا ما أخبر به الله من العقائد الصحيحه ، ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسره ، ويدوموا على ذلك ، ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الإستقامه،،،،،،


فالأستقامة : هي الإعتدال والمضي على المنهج دون انحراف ،، وهي في حاجة إلى اليقظة الدائمه ، والتدبر الدائم ، والتحري الدائم لحدود وظبط الطريق ،، وظبط الإنفعالات البشريه التي تميل الإتجاه قليلا أو كثيرا .. ومن ثم فهي شغل دائم في كل حركه من حركات الحياة ..


فنحن لو قيل لنــــــــا اسقيموا ،، لقنا هـــا نحن بخير والحمدلله ولغضبنا على الشخص الذي توجه إلينا بالنصح ,,

فكيف بمعلم الناس وقد أمرهـ رب النـــاس >>>> فكيف كانت حالته بأبي هو وأمـــي ..

:: فسبحانه عليم بحالـــــ،ا وأحوالـــنا ::



{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أوليآء ثم لا تنصرون }

فأمر سبحانه عباده ... بعدم الميل إلى الذين حادوا الله ،، فإنكم إا ملتم إليهم ، ووافقتموهم على ظلمهم ، أو رضيتم مــاهم عليه من الظلم ،،،، { فستمسكم النار } إن فعلتم ذلك.. { ومالكم من دون الله من أولياء } أي يمنعونكم من عذاب الله ولا يحصلون لكم من ثواب الله شيئاً ،، تلك الذين خدعوكـــــــــم .. { ثم لا تنصرون } أي لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم ،، ففي هذه الآيه : التحذير من الركون إلى كل ظالم لنفسه بالمعاصي...


سؤال لمن أراد التعرف >>>>> مــــا المراد بالركون ؟؟؟


{ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين }

يأمر تعالى بإقامة الصلاة كامله أي أوله وآخره ،، ويدخل في ذلك صلاة الفجر ، وصلاتا الظهر والعصر .. { وزلفا من الليل } ويدخل في ذلك صلاة المغرب والعشاء ويتناول ذلك قيام الليل ،، لفإنها من تزلف العبد وتقربه إلى الله تعالى..

{ إن الحسنات يذهبن السيئات } أي فهذه الصلوات الخمس وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات وهي مع أنها حسنات تقرب إلى الله وتوجب الثواب فإنها تذهب السيئات وتمحوها والمرا بذلك الصغائر ،، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعه ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بنهما مــا اجتنبت لكبائر ..

بل كما قيدتها الآيه التي في سورة النساء وهي قوله تعالى:{ وإن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما }.

يقول سيد قطب: (( ولقد علم الله أن هذا هو الزاد الذي يبقى حين يفنى كل زاد ، والذي يقيم البنيه الروحيه ، ويمسك القلوب على الحق الشاق التكاليف ،، وذلك أنه يصل هذه القلوب بربها الرحيم الودود ، القريب المجيب ، وينسم عليها نسمة الأنس في وحشتها وعزلتها في تلك الجاهلية النكدة الكنود !!)).

وهاهي الإشارة تجمع { ذكرى للذاكرين } يفهمون بها ما أمرهم الله به ، ونهاهم عنه ، ويمتثلون لتلك الأوامر الحسنه المثمرهـ للخيرات الدافعه للشرور والسيئات ولكن تلك الأمور تحتاج إلى مجاهدة النفس والصبر عليها ..


ولهذا قال :{ واصبر } أي: احبس نفسك على طاعة الله ، وعن معصيته ، وإلزامها لذلك ، واستمر ولا تضجر ..

{ فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } بل يتقبل الله عنهم أحسن الذي عملوا ، ويجزيهم أجرهم ، بأحسن ماكانوا يعملون ، وفي هذا ترغيب عظيم ،، للزوم الصبر ، بتشويق النفس الضعيفه إلى ثواب الله ، كلما تهاونت وفترت ..

هذا ما أردت افادتكم به .. فإن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطاء فمن نفسي والشيطان ..

::



و بعد أحبتي ~


ــ،،,, سـ أبدأ بسورة يوسف ..
قد علمتن ما في سورة يوسف من الفوائد العظيمة و المعاني الجليلة ..

رأيتن ما بها من الحكم ..و كيف أن الله يقضي أمره يوم أن جعل يوسف نبيا ..

و كيف أن يوسف لم يعزه جماله بل كان فتنة له و الذي نجاه هو علمه بفضل من الله ..كما تقول د.نوال( جمال الظاهر سبب عذاب يوسف و جمال الباطن يقوده إلى كثير من المنح)أ.هـ فإن العلم يرفع صاحبه .. فإن من أراد العزة فاليطلب العلم مخلصا لله.. فإن العلماء لهم من الفضل ما لغيرهم ..كيف لا و هم يشعلون المصابيح للعالم .. أنِ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره .. أن و حدوه .. ما أسعدهم إذا سعوا لينقذوا أنفسا من النار ..


س/ فلماذا أتاه الله الحكم و العلم ؟
؟؟
لإحسانه

و الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فإذا كان عندك من الإحسان فتح الله لك من العلم..
و العلم أنك تخشى و تخاف الله " إنما يخشى الله من عباده العلماء" و كما يقال : (العلم الخشية)

و إحسانه للخلق فكافئه الله بالعلم و الحكمة.

،


و قفة ~


اعلمن ..أنه كلما عملنا من عمل صالح .. نعلم أن ذلك كله بفضل من الله و بمعونة منه .. و أنه لولا فضله و امتنانه علينا ما عملنا من عمل .. فليكن القلب خاضعا إلى مولاه .. شاكرا له .. على هذه النعمة لألا يحرمها .. فلا يعجب بنفسه فإنه من المهلكات اعجاب المرء بنفسه .
سورة يوسف ..
من هو يوسف ؟
يوسف عليه السلام .. أبوه يعقوب عليه السلام ..
أنعم الله عليه و فضله على إخوته .. و جعله من الأنبياء ..



أحبتي ~
إن الوقفات التي استوقفها شيخنا السعدي رحمه مع هذه السورة كثيرة .. فحقا من تأملها و عاش بين السطور نظر إلى حياته و أن في الدنيا أوقات نحتاج لمثل هذه الآيات و هذه التأملات .. فلا تمرن علينا مرورا دون تفكر و تأمل .. فإن العبرة بما نفع !


وقفة أولى ~


تأملن أحبتي {‏لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ‏}أن العدل مطلوب في الأحوال حتى لا تحصل البغضاء .. لأنك إذا لم تعدل تفتح باب معصية و أنت لا تعلم. د.نوال

وقفة ثانية ~ { ‏وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ‏} فإن بالتوكل يحصل كل مطلوب، ويندفع كل مرهوب‏. السعدي
لنا هنا و قفة في التوكل .. انظرن كيف هو التسليم لقضاء الله و كيف هو التوكل عليه و أن الأمر أمره و القضاء قضاؤه .. حقا .. لابد أن ينظر إلى القلب في حال المصائب و الفتن .. هل يصبر ..! هل يتوكل على الله و يسلم لقضاء الله وقدره .. أم به شيئا من الشك و الريبة .. فالتكن أحبتي القلوب منكسرة بين يديه سبحانه سائلة الرحمن الثبات في كل أمر ..!

وقفة ثالثة~


كما قال السعدي :الحذر من شؤم الذنوب، وأن الذنب الواحد يستتبع ذنوبا متعددة ) أ.هـ
ذنب قلبي و هو الحسد أدى إلى ذنب عملي و هو إبعاد يوسف عن أبيه ..
حقاً .. لا بد للعبد أن يخلو بنفسه .. و أن يعالج قلبه .. من الحقد و الحسد .. فالمؤمن يحاول أن يخلص قلبه من كل أمر يضر بإيمانه فإنه " لا يجتمع في قلب مؤمن حقد و لا حسد "و الحسد و البغضاء هي الحالقة تحلق الدين .." و قوله صلى الله عليه و سلم " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" وقوله صلى الله عليه و سلم "أفضل الناس صدوق اللسان مخموم القلب قالوا ما المخموم قال :لا حسد ولا حقد فيه "

هييييه .. متى نكون ذوو قلوب سليمة .. أولا ..بين أرحامنا .. بين جيراننا ..بين الفقراااء .. بين العاملات .. بين الناس .. بالدعوة .. بالإيثار .. بالإبتسامة .. بحسن الظن .. !!

حقا .. محاسبة النفس لا بد منها في كل يوم .. و محاولة نزع هذا السواد الذي في القلب .. كي يكون طاهرا نقيا .. خاشعا لرب الأرض و السماء ..

و قفة رابعة~


أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، لا بنقص البداية..
لا ننظر لعباد الله العاصين بعين الإزدراء بل بقلب مؤمن مشفق .. ساعين لدعوتهم .. و تخلييصهم مما هم فيه من المعاصي .. و لا ندري لربما يتغير بهم الحال حتى يصبحوا من العلماء .. و الله على كل شيء قدير..

و قفة خامسة ~
هذه الوقفة أنقلها و كما هي .. تأمليها ..
ومنها‏:‏ أن من دخل الإيمان قلبه، وكان مخلصا لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه، وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه لقوله‏.‏ ‏
{‏وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ‏}‏ على قراءة من قرأها بكسر اللام، ومن قرأها بالفتح، فإنه من إخلاص الله إياه، وهو متضمن لإخلاصه هو بنفسه، فلما أخلص عمله لله أخلصه الله، وخلصه من السوء والفحشاء‏.‏أ.هـ
حقا .. لا بد من تقوية الإيمان و المسارعة في الحسنات .. و تلك اللامبالاة بترك إتقان الواجباب و فعل السنن .. لابد من علاجها .. حتى إذا أتت الفتن .. رحمنا الرحمن و ثبتنا .. ! و كل ما نريد إذا سلكنا طريق الحق .. هو الثبات عليه .. حتى نلقى الله عزوجل ..


و قفة سادسة ~


ومنها‏:‏ أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية، فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين ـ إما فعل معصية، وإما عقوبة دنيوية ـ أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة، ولهذا من علامات الإيمان، أن يكره العبد أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار‏ ..


و قفة سابعة ~


كيفية انتهاز يوسف عليه السلام للفرص في الدعوة إلى لله و أنه لم يمنعه الشدة التي هو بها من دعوة الشابان اللذان في السجن ..
ونحن في أحسنـ حال هل دعونا إليه ..~


و قفة سابعة ~


تقول د.نوال
‏‏‏‏{‏وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا‏}و هو صغير السن
من هم الأربعة الذين تكلموا في المهد ؟
1- عيسى ابن مريم .
2- صاحب جرير .
3- ابن ماشطة فرعون .
4- شاهد يوسف.


و قفة ثامنة ~


تقول د.نوال
الكيد العظيم :( إن كيدكن عظيم ) فيه إشارة إلى أن فتنة النساء كيد عظيم وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )رواه مسلم .


هذا و الله أعلم .. !
إن أخطأت في تأملاتي فمن نفسي و الشيطان و إن أصبت فمن الرحمن ..
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين

هناك 3 تعليقات:

لؤلؤة يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
المهــا ~ يقول...

بإنتظاااااااااااااااااركـ

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

اولى جزاك الله خير على هذه المدونة الرائعة فحقاً يحتاج ان نقف عند كلام الله سبحانه وتعالى الساعات الطوال لكن الله المستعان نسأل الله ان يحبب لنا كتابه ويرزقنا حسن تدبره.

أما التأملات لا أدري هل لابد أن تكون التأملات في نفس الأيات المطروحه أم كامل سورة هود ويوسف؟

الان لدي تأمل على ايه من ايات سورة هود
قال تعالى:
(فلعلك تاركٌ بعضَ ما يوحى إليك ، وضائق به صدرك أن يقولوا : لولا أُنزل عليه كنز أو جاء معه ملَك! إنما أنت نذير ، والله على كل شيء وكيل ) .. ترينا الاية أن الداعية يجد في سبيل دعوته الكثير من المتاعب ، والكثير من السخرية والاستهزاء ، والكثير من المثبطات فهل تفتر همته ويتكاسل عن أدائها ؟! وهل يتنازل عن بعض ما فيها ويتخفف منه لإرضاء أهل الأمزجة والأهواء ؟! وهل تضيق نفسه فيقول : لِمَ أتحمل هذا العبء وأسير عكس التيار ؟! .. عقبات كثيرة ومعوقات عديدة تعترض مسيرة الدعوة والدعاة . فما ينبغي لحامل الدعوة المؤمن بها أن يعتريه ضعف ، أو تضيق نفسه بشرف حملها والنفحِ عنها وبذلِ ما يستطيع في سبيل الوصول إلى نجاحها. ..عليه فقط أن يبذل جهده وأن يخلص نيته ،فهوالأداة البشرية التي اختارها الله تعالى للتعامل مع أمثاله من الناس ، أما الهداية وقلوب البشر فبيد الله يهديها إليه سبحانه إن شاء ، ويضلها حين تستكبر وتجحد وتُعرض عن منهجـه القويـم . " والله على كل شيء وكيل " .

هذا ما لدي الان وبإذن الله تعالى لي عوده مع بعض الايات الاخرى ومع سورة يوسف

تحياتي ودمتم في رعاية الله وحفظة

محمد