الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

سورتا الكهف و الإسراء ~

بسم الله الفتّاح العليم ،


الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم ..

ها نحن نصاحبكم اليوم ، بين أمتعِ القصَصِ وأعذبِ الآيات !

بين كلماتِ الله المُحكمات ~

فكلٌّ من : سورة الإسراء وسورة الكهف وسورة مريم وسورة طه ..

سيكنّ لنا اليوم مصدر التأملات والتدبّرات والحكم والعظات ،





أفلا أكون عبداً شكورا!!!

****************

لقد أمرنا الله سبحانه و تعالى إلى إقامة الصلاة تامة ، ظاهراً و باطنا ..
قال تعالى :
{ أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } سورة الإسراء / 78 ، 79

ففي هذه الآيه ذكر الأوقات الخمسة للصلوات ..
فإن (الوقت ) شرط لصحة الصلاة وإنه سبب لوجوبها لأن الله أمر بإقامتها لهذه الأوقات ،
ولكن ما نراه أن كثير من الناس يتساهلون في أداءها في أوقاتها !

{ومن الليل }

هل جعلتي لك وقت تقومين فيه تناجين ربك تسألينه ؟
فإن الله ينزل في الثلث الآخر .. فلتستغل هذه الفرصة ، من لنا سواه ؟!

فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ؛
فقلت له : لم تصنع هذا يارسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ؟
قال :أفلا أكون عبدا شكورا ؟!

.. هذا وهو رسولنا و قد غفر له فما بالنا نحن أفلا نستحي من ربنا ؟!

^^^^^^^^^^^^^^^

اللهم نسألك الهداية

قال تعالى :
{ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ } سورة الإسراء / 97
" يخبر تعالى أنه المنفرد بالهداية والإضلال. فمن يهده , فييسره لليسرى ويجنبه العسرى ,

فهو المهتدي على الحقيقة.

ومن يضلله, فيخذله, ويكله إلى نفسه, فلا هادي له من دون الله . وليس له ولي ينصره من عذاب الله "
لذا .. ينبغي علينا أن لا نحزن ونيأس من هداية أحدهم ، أو نحكم عليه بالضلال المؤبد إذا لم يستجيب !
فالهداية بيد الله .. والأمور مقدرة قبل أن يُخلق هذا الكون ومن عليه ،
علينا بفعل الأسباب والتوفيق بيد الله .

$$$$$$$$$$$$$$$$

قال تعالى :{ وشاركهم في الأموال والأولاد}

وهذه المشاركة شاملة لكل معصية تعلقت بأموالهم وأولادهم وذكر المفسرين أنه يدخل في مشاركة الأموال والأولاد ترك التسمية عند الطعام والشراب وانه اذا لم يذكر اسم الله في ذلك شارك فيه الشيطان كما ورد في الحديث..

>>>>>>> ومضة /

[ سورة الاسراء ]السورة التي تسمى بـ سورة بني اسرائيل ،
وهي من السور التسبيح – بدأت بـ سبح -
سورة الإِسراء من السور المكية التي تهتم بشؤون العقيدة ،
شأنها كشأن سائر السور المكية من العناية بأصول الدين ( الوحدانية ، والرسالة ، والبعث) ..
ولكنَّ العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو " شخصية الرسول " صلى الله عليه وسلم ، وما أيده الله به من المعجزات الباهرة ، والحجج القاطعة ، الدالة على صدقه عليه الصلاة والسلام .
فقد تعرضت السورة الكريمة لمعجزة الإِسراء، التي كانت مظهراً من مظاهر التكريم الإِلهي، لخاتم الأنبياء والمرسلين، وآية باهرة تدل على قدرة الله جل وعلا في صنع العجائب والغرائب.

*******************

وقفة مع آية /


{ ويدعُ الإنسانُ بالشر دعاءه للخير وكان الإنسان عجولاً } الإسراء / 11

هذه الآيه تبين جهل الانسان وعجلته
حيث يدعو على نفسه وأولاده وماله بالشر عند الغضب ويبادر بذلك الدعاء كما يبادر بالدعاء في الخير
ولكن الله بلطفه يستجيب له في الخير ولا يستجيب له بالشر !

فالحذار الحذار من الاستعجال في الدعاء لأن طبيعة الإِنسان العجلة ، يتعجل بالدعاء على نفسه ويسارع لكل ما يخطر بباله ، دون النظر في عاقبته .
قال تعالى:" ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم"..

فتحن نتساهل كثيراً في أمور الدُعاء .. ويغيب عن بالنا أنها قد تقبل في أية لحظة !

ومن آداب الدّعاء /
1.
الوضوء عند الدعاء .
2.
استقبال القبلة .
3.
افتتاح الدعاء و ختمه بالثناء على الله عزل وجل و الصلاة على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) .
4.
أن يسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى ويُظهر التأدب و الخضوع و التذلل و الخشوع لله عز وجل.
5.
أن يظهر التوبة أمام الله و يعترف بذنبه ، و أن يظهر الافتقار إلى الله و الشكوى إليه .
6.
أن يتحرى في دعائه الأوقات الفاضلة .
7.
أن يتخير جوامع الدعاء .
8.
أن يلح في الدعاء و يكرره .
9.
أن يبتعد عن أكل الحرام .
10.
ألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم .
11. ألا يتعدى في الدعاء .
12.
ألا يستعجل الإجابة .
13.
ألا يسأل غير الله .

____________

ومضة /
فضائل [ سورة الكهف ] ،
.. من قرأ سورة الكهف كما نزلت كانت له نوراً يوم القيامة ، من مقامه إلى مكة !
ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه !
- و
من حفظ أول عشر آياتٍ منها عصم من الدجال -

ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة !

*************

موسى والخضر

في قصة موسى والخضر الموجودة في سورة الكهف العدييد من الفوائد ومنها :

أنه لو كان ظاهر الشئ الشر ليس معناه أن يكون كذلك !

( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )

كالجهاد في سبيل الله والانفاق ،
وفي قصه موسى عندما نسيا الحوت ،
وعندما عاب الخضر السفينه وقتل الغلام ، وبنى الجدار ..

فكل هذه الاشياء ظاهرها الشر ولكن الحقيقة غير ذلك !

وفي القصة أيضاً بيان أدب الخضر .

.حيث أنه عندما اضاف العيب أضافه لنفسه { فأردت أن أعيبها }

وأما الخير فأضافه لله تعالى { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمه من ربك }

^^^^^^^^^^^^

قال تعالى :
{ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }
" يخبر تعالى, أنه جعل جميع ما على وجه الأرض, من مآكل لذيذة, ومشارب, وملابس طيبة, وأشجار, وأنهار, وزروع, وثمار, ومناظر بهيجة, ورياض أنيقة, وأصوات شجية, وصور مليحة, وذهب وفضة, وخيل وإبل ونحوها

, الجميع جعله الله زينة لهذه الدار, فتنة واختبارا. " لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " أي: أخلصه وأصوبه,

ومع ذلك سيجعل الله جميع هذه المذكورات, فانية مضمحلة, وزائلة منقضية. وستعود الأرض, صعيدا جرزا قد ذهبت لذاتها, وانقطعت أنهارها, واندرست أشجارها, وزال نعيمها. وهذة حقيقة الدنيا, قد جلاها الله لنا كأنها رأي عين, وحذرنا من الاغترار بها. ورغبنا في دار يدوم نعيمها, ويسعد مقيمها, كل ذلك رحمة بنا. "

وهذه دعوة صريحة ومباشرة من الله تبيّن حرصه ولطفه بنا سبحانه !
وأشبّه هذا الخطاب بإنذار مبكر يدفعنا إلى إحسان العمل ، والإستعداد لما بعد هذه الحياة بشكل جيّد !
فمالفائدة عندما نموت ثم نبعث فنتذكر هذه الآية ؟!
حقاً هذا أمرٌ يبعثُ للتأمل . .

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

ذكرنا كما تقدّم .. أن آيات سورة الكهف تحمي من فتنة الدجّال ،
فما علاقة سورة الكهف بالدجال ؟


سيظهر الدجال قبل القيامة بالفتن الأربع :


1/ يطلب من الناس عبادته من دون الله. - فتنة الدين

2/ سيأمر السماء بالمطر ويفتن الناس بما في يده من أموال - فتنة المال

3/ فتنة العلم بما يخبر به الناس من أخبار.- فتنة العلم

4/ يسيطر على أجزاء كبيرة من الأرض - فتنة السلطة.

وذكرت في السورة أربع قصص تبيّن هذه الفتن وهي :

1/ أصحاب الكهف - فتنة الدين

2/ صاحب الجنتين –
فتنة المال
3/ موسى والخضر -
فتنة العلم
4/ ذو القرنين – فنتة السلطة

فيا لِتكامل هذا القرآن وإعجازه !

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _



نتوقف هُنا ، لنعود ونكمل الجزء السادس عشر ،
فانتظرونا قريباً !

ليست هناك تعليقات: