السبت، 13 سبتمبر 2008

سورتا الرعد و إبراهيم ~

اللوحة الثانية ~

سورة الرعد ~

ضرب المثل أسلوب قرآني ثابت وله عدة أغراض، من أغراض ضرب المثل:
الترغيب:

ومنه قول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)

فهذا مثل ضربه الله الغرض منه الترغيب.
وقد يكون بالعكس:


التنفير: كقول الله جل وعلا بعدها: (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ).
وقد يكون السبب في ضرب المثل: المدح: كقول الله جل وعلا في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه:



(...وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ...)

فهذا كله ضرب مثل أراد الله به مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وقد يكون تبيينا للحق: كما هو هذه الآية.

فالله يقول هنا إنه أنزل من السماء ماء - ماء المطر - (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) الأودية تختلف وكل وادٍ يحمل من الماء على قدره،

هذا المثل: السيل عندما يأتي يعلوه ما يحمله السيل من قطع الأخشاب والأشجار يبيض كأنه زبد، والماء الحقيقي الذي يتنفع به الناس أين؟
تحت الزبد يمشي بسكينة وهدوء ويغيض في الأرض وينفع الناس بأنه باقٍ في الأرض أما هذا العالي المتراكم المرتفع فإنه يذهب ميمنة وميسرة ويذهب جفاء لا ينتفع به أحد،
وكذلك المعادن إذا أخرجت من الأرض تخرج مخلوطة فيضعها صاحبها على النار فإذا وضعها على النار ما كان ملتصقا يعلو ثم لا يلبث أن يتلاشى ويبقى صريح المعدن من ذهب أو فضة أو جوهر أو غيرهم،
فالله جل وعلا يخبر أن غالب الأمور التي تراها مرتفعة عالية ذات لجج وصوت وعلو أغلبها باطل لا خير فيه وإنما الحق لأنه حق يمشي بهدوء وثبات وسكينة ويقين لأنه عالم أنه سيصل إلى منتهاه.

- فضرب الله الأمثال حتى تستبين للناس طرائق الهدى ومعالم الحق بكرة وأصيلا-

وهذا الآية نبهتنا عليها معلمتي في الحلقة أستاذه نوف وكلما مررت عليها تذكرتها ^_^ ..
وفعلا الخير هو الذي يبقى .. أما ماعداه فأنه يعلو علو مرده للسقوط ..
فماكتبت من خير و نشرت من مطوية أو موقع نافع أو كلمة حق يبقى بإذن الله ويمكث في الأرض ..
يعني إذا بتعطين صديقتك هديه << مثلي يعني ^_* .. أضيفي كلمة أو حديث .. عطرك قد ينفذ ، الساعه قد تتلف
أما نصيحتك بإذن الله ستبقى ~ وعلى ذلك قيسي ..



سورة إبراهيم ~


{ وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } فلن تضروا الله شيئا، { فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } فـالطاعات لا تزيد في ملكه والمعاصي لا تنقصه، وهو كامل الغنى حميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ليس له من الصفات إلا كل صفة حمد وكمال، ولا من الأسماء إلا كل اسم حسن، ولا من الأفعال إلا كل فعل جميل.
(وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) و حتى لا يفقه أحد ولا يأتين في خلد أحد أن الرسل حينما تلح على الأمم في الدعوة وتصر عليهم في قبول منهج الله أن الأمم تفعل ذلك لتُنصر أو لتحصل مصالحها أو أنهم يمنون على الله بإيمانهم وطاعتهم قال رب العالمين جل جلاله: (وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)

فعباده حمدوه أم لم يحمدوه فهو جل وعلا غني حميد عبدوه أو لم يعبدوه فهو جل وعلا مستغن عن عبادتهم وفي الخبر الصحيح عند مسلم من حديث أبي ذر: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ،يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ،يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ،يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم )~

أستغفر الله ..أستغفر الله ..أستغفر الله ..أستغفر الله ..أستغفر الله ..أستغفر الله ..

ثم جاء في الحديث (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل ذي سؤل مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) ~

اللهم ياواسع المغفرة وياحسن التجاوز يامنان ياكريييم ياحليم يالله عفوك نرجو .. اللهم إنك تحب العفو فأعف عني ومن قرأت هذه السطور ..


(وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ) فحتى الكافر الذي لا يؤمن بالله الملحد الذي لا يؤمن أن هناك ربًا سيجمع عباده إن لم يسجد هو طوعا يسجد ظله كرهاً
والمعنى أن الجميع والكل مفتقر إلى الله جل وعلا كل الفقر وإذا تحقق في قلب العبد أنه عبد فقير مفتقر إلى الله وأن الله جل وعلا غني كل الغنى عنه ،

تكون الطاعة ~
طاعة محبة ❤❤
تكون الطاعة~
مجلوبة برقة القلب
تكون الطاعة~
أعظم ثوابا وأعظم منزلة ووقعا عند رب العالمين جل جلاله

- كلما أظهر العبد لله تبارك وتعالى فقره ومسكنته زاد فضل الرب تبارك وتعالى عليه -


لابـد من وقفه هنا !!!!

قد تضل من هي طالبة علم وذاهبه للمحاضرة ، وقد تهتدي من ذهبت إلى موعد مع أحد الشبان في الإستراحة !!



س/ لكن متى لا تضل تلك التي ذهبت للمحاضرة ؟



إذا علمت أن الهداية نعمة من الله وعلمت أن الله هو الذي تفضل عليها بالهداية هذا ما يثبت (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) فإن ظن أحد وامتن على الله بصلاته أو بذكره أو بصيامه أو بإنفاقه المال في سبيل الله أو غير ذلك وظن انه يصنع ما يصنع على علم من عنده فهذا من أعظم أسباب الغواية ..



ومن كانت إذا عصت الله ندمت على انه عصته وبغضت تلك المعصية حال تلبسها بها وتتمنى بعدها أنها لو لم تعص الله هذا أقرب لئن يتوب الله جل وعلا عليها ..




فأنتِ أيتها الغالية عندما تغدين إلى المدونة أو المسجد أو المحاضرة ترفعين قدماً وتضعين أخرى أنت من يجني ثمرة هذا المشي .. ! وإلا رب العرش مستغن عنك وعن طاعتك مستغن عن كل أحد ..



الخلاصة ~



القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء يثبت من يشاء ويخذل من يشاء ومع ذلك هو جل وعلا أعدل الحاكمين واحكم العادلين تبارك وتعالى .






ولا يمكن لأحد يحمل ذرة من عقل فضلا على أن يحمل ذرة من إيمان أن يشك في وجود الرحمن ...



وانظر كيف نبههم الله إلى انه حي موجود لا يموت قال جل وعلا: (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)



لأن الإنسان أينما ارتحل وحيثما نزل وأي بلاد أتى لن يخلو من



أرض فيها أرض ومهما بعد أو نأى أو قرب لا بد أن يرى السماء فالأرض والسماء ثابتان في البصر أينما نزلت أينما رحلت أينما وقفت وأينما مشيت وعلى هذا ...



لا يمكن أن يكون هناك سماء وتكون أرض ولا يكون هناك خالق للأرض والسماء وكل العقلاء متفقون أنه لا خالق للأرض والسماء إلا ربهما جل جلاله وتباركت أسماؤه ..




(أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ) قال الله جل وعلا في آخر سورة الطور: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ }) على هذا ذكرتهم الرسل (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ)






والمعنى أن القول الثابت هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله .
والصواب أن يقال إن معنى القول الثابت أقوال القرآن ويصبح المعنى : أن من فقه القرآن وقبل من الله كلامه وآمن فإن القرآن



هدي القرآن ينفع المؤمن في الدنيا ؟؟



كيف !!



وهو يمشي والفتن تأتيه ميمنة وميسرة لكن علمه بالقرآن ويقينه بمن أنزل القرآن جل جلاله هو النور الذي يثبته الله جل وعلا به في الحياة الدنيا ..



حوآآر( س و ج ) ~



س/كيف يصمد المؤمن مع فتن الشهوات ؟؟




ج / فتن الشهوات بتذكر رحمة الله والجنة وما أعده الله لعباده




س/وفتن الشبهااااات ؟؟




يرجع إلى ربه ويفيء إلى خالقه ويسأل الله الثبات على دينه ويرجع إلى القرآن وما بينته السنة من القرآن




س/هذا ثبات الدنيا فكيف بثبات الآخرة ؟؟




وأما في الآخرة فإن القبور أول منازل الآخرة بالاتفاق وما من أحد إلا وسيقبر وتحل عنه أربطة الكفن..



لكن كل عمل تصنعينه اليوم في الدنيا وأنت تدبين على الحياة سيتمثل لك في قبرك !!



إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فما كان من عمل سوء يتمثل لك في قبرك فيقول من يرى عمله ذاك بئس العمل أنت قبحك الله وقبح ما جئت به..



ومن يرى عمله حسنا فيفرح ويقول نعم العمل أنت ويفرح به أعظم فرح عندما يتخلى الخلق عنك ..


أنتهى الحوار ^_^



هنا قال الله جل وعلا: (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) إذاً من الذي يثبت ؟؟ الذي يثبت الله ،،


فكلما كان للإنسان سريرة مع الله محمودة كان الله له في مثل هذه المواطن ومن لم تكن له عند الله سريرة محمودة بل كانت له خبايا –أعاذنا الله وإياكم مطية سوء- فهذا أبعد من أن يثبته الله جل وعلا يوم أن يحتاج إلى الثبات ..






هو دين آدم و الملائك قــبـله **هو دين نوح صاحب الطوفان
هو دين إبراهيم وابنيه مـعا **وبه نــجـا من لفـحـة النيران
وبه فدا الله الذبيح من البلى **لما فداه بأعـــــظم القربـــان
هو دين يحيى مع أبيه وأمه **نعم الصبي وحبذا الشيخان
وكمال دين الله شرع محمد **صـلـى عليه منزل القرآن




س/كيف ساد نبي الله ابراهيم عليه الصلاة و السلام ؟



هذا الخليل المبارك هو أفضل خلق الله بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، جعل ماله للضيفان،وولده للقربان،وجعل قلبه للرحمن وبه ساد صلوات الله وسلامه عليه



و قال الله عن خليله عليه السلام :(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ)


أعظم فائده من هذه الآية : ((( أنه لا يأمن الفتنة أحد مهما عظم دين الإنسان وورعه وتقواه وكثرة صلاته وصيامه فإن القلوب بين يدي الله لا يدري العبد بما يختم له )))


وعلى هذا تجدين أن أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ..


سئلت أم سلمة .. يا أم المؤمنين , ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك , قالت : أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك , ثم قال : يا أم سلمة , إنه ليس من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله , ما شاء أقام وما شاء أزاغ } .





من الإسلوب واضح أنه مو كلامي .. والله ينفعني وياكم بما نقلت + تعديلات مني

تأملات قرآنية في سورة ابراهيم على ملف وورد ~ للشيخ : صالح المغامسي ~







ليست هناك تعليقات: