السبت، 13 سبتمبر 2008

سورة البقرة 1 ~


تم إفتتاح

فـ اللهم أنفعنا بها وبارك لنا فيها و أرزقنا التدبر ومنّ علينا بالإخلاص لك .. أنت ولينا في الدنيا و الأخرة ..اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وقنا اللهم شرور أنفسنا وأرفعنا في عليين وأجعلنا من عبادك المقربين .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:


بداية .. شهر مبارك ..
جعلنا الله وإياكن ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً ..
ويتنافس على الطاعات ، والقرب من رب البريات ..


(( بداية لا بد منها ااا ))


قبل أن نشرع في التفسير يجب أن نعرف عمن نأخذ هذا العلم ، فلكم نبذه عن الشيخ عبد الرحمن السعدي :


هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي ، ولد في بلدة عنيزة في القصيم ، وذلك بتاريخ 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية ، وتوفيت أمه وله أربع سنين ، وتوفي والده وله سبع سنين ، فتربى يتيماً ولكنه نشأ نشأة حسنة ، وكان قد استرعى الأنظار منذ جداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في العلوم ، وقد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب ، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة ، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء ، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم ، ولما بلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم ، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعاً إليه ، ومعول جميع الطلبة في التعلم عليه .


متى بدأ الشيخ التفسير ؟


بدأ الشيخ -رحمه الله - تأليفه لهذا التفسير المبارك في عام 1342هـ في عام 1344هـ .. وبهذا يظهر أنه بدأه وله من العمر 35عاما ً وله من العمر37والذي قرأ التفسير يحسب أنه لا يمكن لمن كان في هذا السن أن يكتبه إذ يمثل كتابة عالم ناضج متمكن من العلم وآلاته ، واسع الإطلاع (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) " مقدمة المحقق عبدالرحمن اللويحق " -ننصح بقراءة مقدمة التفسير لمافيها من العظات -

الجزء المقرر :


أي سورة الفاتحة و الجزءالأول من البقرة

الهدف المنشود هو:

قراءة تفسير الجزء كاملاً

ثم إستخراج :


نبدأ بــ


بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةٌ متقدة لنهاية مشرقة ..

قال تعالى : ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
(الذين يؤمنون بالغيب) حقيقة الإيمان هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل وليس الشأن بالأشياء المشاهدة بالحس فإنه لايتميز بها المسلم من الكافر وإنما نؤمن به لخبر الله و خبر رسول ، فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر لأنه تصديق مجرد لله ورسله . بخلاف الزنادقة المكذبين للأمور الغيبية لأن عقولهم القاصرة المقصرة لن تهتدي إليها ، فكذبوا ففسدت عقولهم وزكت عقول المؤمنبن المصدقين المهتدين بهدى الله .
(ويقيمون الصلاة) لم يقل الله سبحانه وتعالى ، يفعلون الصلاة أو يأتون بالصلاة لأنه لايكفي فيها مجرد الإتيان بصورتهاالظاهرة فإقامة الصلاة ، لها قسمين :
- إقامتها ظاهراً : بإتمام أركانها و واجباتها وشروطها
- إقامتها باطناً : بإقامة روحها ، وهو حضور القلب فيها وتدبر مايقوله ويفعله منها ،
فهذه هي الصلاة التي قال الله فيها (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر)

(ومما رزقناهم ينفقون) اللافت أنه كثيراً مايجمع تعالى بين الصلاة و الزكاة في القرآن ، وهذا لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود ، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده ، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق . كما أن عنوان شقاوة العبد عدم الاتيان بهذين الأمرين فلا إخلاص و لا إحسان (نسأل الله السلامه)

..الــــــــــــــــفوائد:
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يظنون )آية( 78)
1/ ماكل من يقرأ الكتاب يفهم معانيه فضلا عن معرفة حكمه وأسراره
وواقع أكثر المسلمين اليوم شاهد على هذا فإن حفظة القرآن منهم من لا يعرفون معانيه فضلا عن غير الحافضين له ..
( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كنتم صدقين )

2/ تأكد عجز البشر عن الإتيان بسورة مثل القرآن الكريم لمرور ألف سنة وأربعمائة وست سنين والتحدي قائم ولم يأتو بسورة مثل سور القرآن الكريم لقوله تعالى (( ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الحجارة أعدت للكفرين ))
آية ( 23)..
3/ القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر ..
من إعجاز علمي :( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)

وجد العلماء في هذه الآية إعجاز وهو قد تبين أن الذبابة فوقها أيضا ذبابة وقد شاهدو العلماء الذبابة الثانية عن طريق المجهر الالكتروني ولا ترى بالعين المجردة سبحان الله العلى العظيم لله في خلقه شؤون..


..الفؤائد


:1/ ( ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )..آية _3_
كثيرا مايجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن لأن الصلاة متضمنة الإخلاص للمعبود والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود ، وسعيه في نفع الخلق ، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه ، فلا إخلاص ولا إحسان .
.2/ { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يبهط من خشية الله وما الله بغفل عما تعملون } آية_74_
أي: اشتدت وغلظت قلوبكم فلم تؤثر فيها الموعظه من بعد ما أنعم الله عليكم بالنعم العظيمه ، وأراكم الآيات ، ولم يكن ينبغي أن تقسوا قلوبكم لأن ما شهدتم مما يوجب رقة القلب وانقياده..ثم وصف سبحانه قسوتها التي هي أشد قسوة من الحديد ، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب بخلأف الأحجار..فلينظر المرء عن قلبه وليفحصه دائما ويجعله مرقق لكلام رب العباد
.3/ ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون ) آية_138_

أي: الزموا صبغة الله وهو دينه وقوموا به قياما تاما ، بجميع أعماله الظاهره والباطنه ، وجميع عقائده في جميع الأوقات ، حتى يكون لكم صبغه ، وصفة من صفاتكم..فإذا كان صفة من صفاتكم ، أوجب ذلك لكم الأنقياد لأوامره، طوعا واختيارا ومحبة ، وصار الدين طبيعة لكم ، بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفته ، فحصلت لكم السعادة الدنويه والأخرويه لحث الين على مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ومعالي الأمور فلهذا قال على سبيل التعجيب المتقرر للعقول الزكيه{ومن أحسن من الله صبغة} أي: لا أحسن صبغة من صبغته.


وقفــــه مع أسماء الله الحسنى :

العليم: الذي أحاط علما بكل شئ،فلا يغيب عنه ، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الماوات والأرض ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر سبحانه.
.الحكيم: من له الحكمه التامه التي لا يخرج عنها مخلوق ولا يشذ عنها مأمور،فما خلق شئ إلا لحمة ولا أمر بشئ الا بحمة سبحانه .


ليلة رمضان الأولى...يا لسعدنا بأن بلغنا..!!

** عنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود‏,‏ وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه‏,‏ فلا إخلاص ولا إحسان‏.‏ (الآيات 1 : 5)

** أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالواجب عليه‏‏ التسليم‏، واتهام عقله‏،‏ والإقرار لله بالحكمة. (آية: 32)

** إن المعاصي يجر بعضها بعضًا، فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير‏,‏ ثم ينشأ عنه الذنب الكبير‏,‏ ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر. (آية: 61)

** أن الإيمان الصحيح‏ ‏ يأمر صاحبه بكل خير‏,‏ وينهاه عن كل شر. (آية: 93)

** أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع‏,‏ ابتلي بالاشتغال بما يضره‏,‏ فمن ترك عبادة الرحمن‏,‏ ابتلي بعبادة الأوثان‏,‏ ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه‏,‏ ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه‏,‏ ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان‏,‏ ومن ترك الذل لربه‏,‏ ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل‏. (آية: 102‏)

** أن عطية الدين‏‏ هي العطية الحقيقية المتصلة بالسعادة الدنيوية والأخروية‏. (آية: 136)

** ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل‏,‏ أن يشكروا الله على ذلك‏,؛ ليزيدهم من فضله‏,‏ وليندفع عنهم الإعجاب‏,‏ فيشتغلوا بالشكر. (آية: ‏152)

** كلما ازداد العبد من طاعة الله‏,‏ ازداد خيره وكماله‏‏ ودرجته عند الله‏،‏ لزيادة إيمانه. (آية: 158)


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد .. وقفاتـــ عديده كتبتها لكن سبقتموني !! فبحث عما لم يذكر..

** "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " نبي من أكرم الأنبياء بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن أولو العزم من الرسل وفي مقام ليس كأي مقام وهو رفع بيت من بيوت الله وبنائها يدعو الله ويقول (ربنا تقبل منا ) !!

نعم لأنهم بحاجة لأن يقبل الله أعمالهم مفتقرين إلى رضاه عنهم .. لم يتكلو على حسن عملهم ورفعته بل على أشرف شيء وهو من عمل لأجله وهو (الله) .. فما أحوجناااا لـ ((ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ))

** الحكمة : وضع الشيء في موضعه اللائق.

** أمر الله الملائكة بالسجود لأدم سجود تكريم ..!! لمابان من فضل علمه عليهم وبذلك تكون أفضل صفة في العبد هي العلم ، "وعلم آدم الأسماء كلها "

** لذي يرجى له الهداية من الضلالة هو الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلال فهذا إذا بين له الحق فهو حري بالتوفيق إن كان صادقا ً في الطلب .

** (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) فالله تبارك وتعالى وحده هو الخالق والله تبارك وتعالى وحده هو الرازق، وما دام المرء يعلم أنه لا أحد يخلق إلا الله ولا أحد يرزق إلا الله ، فوجب لزاما أن لا تصرف العبادة إلا لله "المغامسي"

** (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) إن من أخطأ دنيويا ليوم ثم ثلاثة وسائل بأن ينتصر ولا يثرب عليه وينجوا من الخطأ الذي تلبس به :
فأولها : أن يأتي أحد فيشفع له .
والثاني : أن يكون له نصير يغلب من ناوأه .
والثالث : أن يكون له مال فيفدي نفسه بسبب ذلك الخطأ . وهذه الثلاث لا طرائق للتخلص من الآثام والأخطاء في الدنيا إلا واحد منها ، لكن في الآخرة نفى الله جل وعلا ذلك كله ، فقال تباركت أسماؤه : (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) فإذا انتفت الأسباب كلها وجب العودة والأوبة إلى رب العالمين جل جلاله "المغامسي"

** (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ) قال بعض أهل الفضل : " العلم محله القلب ، ومن وسائله السمع والبصر ، ومن لم يرد الله أن يهديه يختم الله على قلبه ويجعل على سمعه وعلى بصره غشاوة "فلو قرأ متونا وصاحب علماء من لم يرد الله له علما وهداية فلا سبيل له إلى تحقيقه ، وإن أراد الله تعالى به خيرا فكل ما في الأرض جند لله يسوق الله جل وعلا إليه العلم والهدى والنور ، سوقا برحمة منه جل وعلا وفضل ، فربنا جل وعلا يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله "المغامسي"

::

تم ولله الحمد والفضل .. فنسأل الله لنا ولكم القبول والنفع ..

" فما كان من عيب فاستري .... وما كان من تقصير فاعذري ... وما كان من خير فانشري " أقتباس =)


ليست هناك تعليقات: